لماذا انا محاسب؟

يستطيع الإنسان خلق أشياء من العدم في سبيل الحصول على معنى، على غاية، على سبب للإستمرارية، رغمًا عن الحاسبة التي أحملها بيدي كل صباح

سألت نفسي لِما أنا محاسب؟ في هذا المقعد تحديدًا؟

دعونا من رمي هذه التساؤل في ظهر القدر وأن التخصص مطلوبًا في سوق العمل

وأن جهودي لن تذهب أدارج الرياح وهذا الحديث المليئ بالإتكاليات.

فكما يقول الكاتب الروسي دوستوفيسكي " سر الوجود الإنساني ومبرره ليس في إرادة الحياة بل في الحاجة إلى معرف السبب الذي يدعو الإنسان إلى الحياة ".

بما أننا طرحنا في البداية سؤال " لماذا أنا محاسب؟ ” إذًا سنفترض أن هناك هوية مسبقة قبل هوية المحاسب والتي هي بدورها الأولى تسببت بخلق الثانيه، دعوني أشير إلى أنني بطابع العقلي أميل إلى تحليل واستنباط الأمور، فمنذ صغري وأنا أمارس لعبة من السارق؟ حيث أجدني بشكلٍ لاواعي ابحث عن تأويل وتفسير أي معلومة أجدها فأنا لا أكتفي بايجاد السارق بل لابد من أن احلل المعطيات وأجد ابسط دليلًا على صحة نتائجي، تمامًا كما ينطبق على قانون الميزانية العمومية والتي لابد أن نجمع معلومات الأصول كامله وأن نصنفها وفقًا لما تحتاجه يجري الحال أيضًا على الطرف الآخر الالتزامات و حقوق الملكية وحتى أجد مايثبت انه أن مراجعتي صحيحه بإثبات توازن الطرفين ، وهُنا أدركت أن مهارات الجمع والطرح لاتكفي لمعنى لِما اخترتُ المحاسبة؟ ..

من هُنا أظن أن المحاسبة هي من اختارتني وليس أنا من أختارها، قد يظن البعض أن لا جمالية ولا إبداع في المحاسبة لكنني وجدتها كاللغز أو كإكتمال احجية ما، أو كسرد قصيدة لابد أن تتوافر فيها جميع الاركان حتى تخرج متكاملة.

ختامًا ولأن الأنسان أعمق وأكبر من أن يكون محصورًا في وعاء أو في إجابة تعريفًا معينه، فقد ترى أنت الذي تساءلت لِما أنا محاسب؟ قد تجيب بشكلٍ مختلف، بطابعٍ أخر ومن هُنا يكون الإبداع، فلا توجد هنا اجابة صحيحة لسؤال لماذا انا محاسب..

-بقلم الطالبة: العنود الرجيعي